سوف ينتهي فصل الخريف

سوف ينتهي فصل الخريف

إن سألتني من أنا أجيب
أنا الأسير في عمق اللّيل مقيد ٌ
والكلّ ينكرني ومن بؤس اليقين نسجوا
الخيال قصةً لترضيني
صنعوا من لهاثي فوق التراب
غطاء ً من الغبار المنمّق بدمي
لجريمةٍ فصولها وأهدافها على مسرح
الجريمة طمس قضيّتي
فأي الفصول أختارهُ قصّتي
إن غزلها الدّمع محبّرة ً بالسواد تمثلني
لقد حان لنزف العمر أن يخط قصيدتي بدمي
ليثمر القصيد على شفاهي حجراً
يخلقه الوطن بمزيج ٍ من التراب والمطر
وأمثل أنا نفسي بمجيء عفيفة ٍ تلتقط
الحجر وتلقيه شهابا ً على شياطين الليل
حين تتسلل نحو المحرمِ
هي ثورةٌ خرجت وفي لبّها بركانٌ
من الجحيم تصبه بنت
الشهداء على نازيٍ عقيم ٍ
هذا أنا أتصدى القهر من خلف السور
حين يتعثر بي يأس الجبن متخفيا ً في
الظلام بلون الليل الكفيف
ففي صمتي حروفٌ تجمّع فيها من الأبطال ألوفاً
وأنفاسي سهام الرجولة فيها ذعرٌ لليهود
يسمعونني ضجيجا ً يدوي في قلوبهم
ويرونني برقا ً يهدد بيوتهم
فنور الصبح يسكبه قلبي مصابيحاً
لردع الرعد وجبروت ذاك اللعين
فلن يسامح الورد من قتل الربيع
فسوف يزهر من جديد وينتهي فصل الخريف